×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ثم يأتي ببقية الأذكار، بالتهليل والتحميد والتكبير. ومنها أنه بعد الفجر وبعد المغرب يأتي بالتهليلات العشر، وبعد الصلوات الخمس يسبح الله ثلاثًا وثلاثين، ويحمد الله ثلاثًا وثلاثين، ويُكبِّر الله ثلاثًا وثلاثين ([1])، ويقول تمام المِائة: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([2])، أو يقول: «سُبْحَانَ اللَّهِ» خَمْسًا وَعِشْرِينَ، و«الحَمْدُ لِلَّهِ» خَمْسًا وَعِشْرِينَ، و«اللَّهُ أَكْبَرُ» خَمْسًا وَعِشْرِينَ و«لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» خَمْسًا وَعِشْرِينَ، المجموع مِائة ([3])؛ وهكذا ورد بهاتين الصفتين: أنه يجعل المِائة أثلاثًا، أو يجعلها أرباعًا. فهذا هو الذِّكر بعد الصلوات.

ثم قال عز وجل مبينًا قرب البعث الذي أنكروه، وأنه ليس ببعيد: ﴿وَٱسۡتَمِعۡ يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ [ق: 41] وهو إسرافيل الذي ينفخ في الصور ﴿يَوۡمَ يُنَادِ ٱلۡمُنَادِ أي: يوم ينفخ في الصور نفخة البعث.

قال عز وجل: ﴿مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ [ق: 41]؛ لأن المنادي من مكان بعيد لا يُسْمَع. فهو ينادي من مكان قريب - الله أعلم - به؛ لكن الحكمة في كونه قريبًا لأجل أن يَبلغ الناس كلهم.

ثم قال عز وجل: ﴿يَوۡمَ يَسۡمَعُونَ ٱلصَّيۡحَةَ بِٱلۡحَقِّۚ [ق: 42] هذا هو النداء المذكور، صيحة البعث، أي: بالبعث الذي هو حق لا مِرية فيه، وهو الذي أنكروه واستبعدوه. هذا سيحصل عما قريب، فلا يستبطئوه لأنه قريب. قال سبحانه وتعالى ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ بِأَمۡرِهِۦۚ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمۡ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (843)، ومسلم رقم (595).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (597).

([3])  أخرجه: النسائي رقم (1351)، وأحمد رقم (21600)، والبزار رقم (5919).