يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ
فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ﴾
[البقرة: 258].
﴿وَإِلَيۡنَا ٱلۡمَصِيرُ﴾ أي: المرجع والمآب، كل الخلق يصيرون إلى الله، لا أحد
يهرب أو يتخلف، المؤمن والكافر، والعاصي والمطيع، والبَر والفاجر، والجبار
والطاغية، كلهم يرجعون إلى الله بأعمالهم، المؤمن لا يضيع عليه شيء من عمله، ولا
الفاجر، والكافر لا يضيع عليه شيء من عمله.
فالمصير
إلى الله عز وجل، وما دام المصير إلى الله فالمؤمن يطمئن، ولو أصابه ما أصابه من
أذى الناس. والكافر والطاغية لا يتمادى فإنه يعلم أن مصيره إلى الله. فهذا تهديد
منه سبحانه وتعالى، فإنهم وإن طَغَوْا وبَغَوْا وتجبروا في الأرض، فإنهم لا مهرب
لهم من الله عز وجل وأن مصيرهم إلى الله.
ثم
قال عز وجل: ﴿يَوۡمَ
تَشَقَّقُ ٱلۡأَرۡضُ عَنۡهُمۡ سِرَاعٗاۚ ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ﴾ [ق: 44] فالخروج من القبور بأن تَشَقَّق الأرض عنهم،
كانت الأرض من قبل مطبقة عليهم، فإذا جاء البعث تشققت وخرجوا منها؛ مثل ما يَخرج
النبات والبذور التي في الأرض.
فأنت
تمر على الأرض جرداء، ليس فيها شيء، فإذا جاء المطر تشققت وخرج منها النبات. كذلك
البعث، تتشقق الأرض ويخرجون منها كما يَخرج النبات.
ثم قال عز وجل: ﴿ذَٰلِكَ حَشۡرٌ عَلَيۡنَا يَسِيرٞ﴾ [ق: 44] حَشْر الناس وجَمْعهم على كثرتهم من أولهم إلى آخِرهم - يسير على الله؛ لأن الله لا يُعجزه شيء، ولا يهربون من سلطانه وقضائه وجَمْعه لهم، لا أحد يستطيع الهروب والاختفاء، ولا أحد يستطيع أن يَكذب أو يَجحد، كل شيء مضبوط ومُدوَّن عليه.