×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فكما أن الخَلْق يسير عليه، فكذلك الحشر، جَمْع الأولين والآخِرين يسير على الله سبحانه وتعالى، لا يعجزه شيء، ولا مهرب لهم من الله سبحانه وتعالى.

·        ثم قال عز وجل: ﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وهذا أيضًا تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم:

أولاً: أَمَره بالصبر.

ثانيًا: أَمَره بالعبادة، أن يقابل هذه المشاق بالعبادة والصلاة والذِّكر.

ثالثًا: أن يترقب الوعد الذي لا يتخلف، وهو البعث، وهو قريب.

رابعًا: أن يَعلم أن الله يَعلم ما يقولون، ولا يخفى عليه ما يقولونه في حقه صلى الله عليه وسلم، لكنه يمهلهم لحكمة، إما لأن يتوبوا، وإما لأن يَزيدوا إثمًا.

·        فهو يمهلهم لحكمتين:

الأولى: إما أن يتوب مَن يتوب منهم ويرجع إلى الله. وهذا يحصل كثيرًا.

الثانية: وإما أن يمهلهم لأجل أن يزدادوا إثمًا، فيكون ذلك أشد في تعذيبهم.

ثم قال عز وجل: ﴿وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ [ق: 45] أي: لا تستطيع إجبارهم على الإيمان؛ فهذا بيد الله سبحانه وتعالى. أما أنت فعليك البلاغ. وأما قَبول الهداية فهو من الله عز وجل. قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ [القصص: 56]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ [الغاشية: 22].

فلا تملك أن تُجبرهم على قَبول الدعوة وعلى الهداية، هذا ليس بيدك ولست مكلفًا به، وإنما هو بيد الله سبحانه وتعالى. أما أنت فعليك البلاغ وإقامة الحُجة، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ [الشورى: 48]، وقال سبحانه وتعالى:


الشرح