×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ [الذاريات: 18] يَختمون القيام بالاستغفار وقت السَّحَر، ووقت النزول الإلهي إلى السماء الدنيا، حينما يقول الله عز وجل: «مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟» ([1]).

ومِن ثَم قال العلماء: إن القيام في آخِر الليل أفضل من القيام في أوله؛ من أجل أن يُوافِق وقت النزول الإلهي، ومن أجل أن يكون من المستغفرين بالأسحار.

وانظر!! كيف يستغفرون وهم يقومون الليل، ما اكتفَوْا بقيام الليل! لأن الإنسان مقصر في حق الله عز وجل مهما عَمِل، فهو بحاجة إلى الاستغفار من تقصيره. وأيضًا لا يزكي نفسه؛ لأنه لا يدري هل تُقْبَل منه أو ما تُقْبَل منه!! ربما يكون في عمله خلل، فهو لا يدري فلا يُعْجَب بعمله، قال عز وجل بعد الحج: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 199]، فالمسلم يأتي بالعمل الصالح ولا يزكي نفسه، بل يُتْبِعه بالاستغفار.

والأسحار: جمع سَحَر، وهو آخِر الليل، وينتهي بطلوع الفجر.

هذا فيما بينهم وبين الله. وأيضًا: يُحْسِنون فيما بينهم وبين الناس ﴿وَفِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ [الذاريات: 19] في أموالهم حق واجب وهو الزكاة، وحق مستحب وهو صدقة التطوع -. فالمال فيه حق للفقراء: إما واجب وفرض وهو الزكاة، وإما مستحب وهو صدقة التطوع.

﴿لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ «السائل»: هو الذي يتعرض للناس ويطلب منهم، فله حق: إن كان صادقًا فما أَخَذه له حلال. وإن كان كاذبًا فما


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758) واللفظ له.