×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

أخذه حرام عليه، ويكون جمرًا وخدوشًا في وجهه يوم القيامة ([1]).

و«المحروم»: هو الذي لا يَسأل، فلا يُعْطَى؛ فهذا أحق من السائل؛ لأن السائل يسأل الناس ويعطونه. أما هذا فإنه لا يَسأل ويبقى محتاجًا، فهو يحتاج إلى مَن يَفطن له؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَلاَ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الْمُتَعَفِّفُ»، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿لَا يَسۡ‍َٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ ([2]) [البقرة: 273].

وقيل: المحروم: هو الغني الذي أصابته جائحة، فذهبت بماله ولم يَبْقَ عنده شيء. فهذا يستحق الزكاة والصدقة؛ لأن الناس يظنونه غنيًّا، بينما هو فقير، فهذا من أحق الناس في أنه يُفطن له. وهذا يعم الفقير الذي لا يَسأل، والغني الذي أصابته جائحة فذهبت بماله، وقد يكون عليه ديون لا يستطيع تسديدها، فيعان من الزكاة أو من الصدقات.

ودل على أن الغني لا حق له في الصدقات، لا الواجبة ولا المستحبة؛ وإنما هي للفقراء والمساكين.

فبهذه الصفات العظيمة استحقوا بها الجنات والعيون التي يتمتعون بها دائمًا وأبدًا، خالدين مُخلَّدين فيها.

فهذا فيه الفرق بين مَن صَدَّق الرسول صلى الله عليه وسلم واتبعه، وهذا مآله الجنة يوم القيامة - وبين مَن كَذَّب الرسول صلى الله عليه وسلم وسَخِر منه، وهذا مآله إلى النار يوم القيامة. وأن الناس يُجْزَوْن على أعمالهم، ولا أحد يُؤاخَذ بجريرة غيره، ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ [الأنعام: 164]، ولا أحد ينتفع


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1041).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (4539)، ومسلم رقم (1039) واللفظ له.