×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

الوقاية من المحذور. وتكون بطاعة الله ورسوله، وبفعل ما أَمَر الله به، وتَرْك ما نهى الله عنه؛ رجاءً لثوابه، وخوفًا من عقابه. وسُميت تقوى لأنها تقي من عذاب الله.

﴿فِي جَنَّٰتٖ جنات لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وليست جنة واحدة. و«الجنة» هي: البستان الملتف بالأشجار والخضرة والنضرة الشائقة للأبصار.

﴿وَعُيُونٍ وفي الجنات عيون تَجري من تحت الجنات! يجتمع خضرة ومناظر جميلة، ومياه تجري من تحتها أنهار الجنة! هذا غاية البهجة وغاية السرور وقُرة العين.

قارِن بين هذا وبين الذين تصلاهم نار جهنم، فيحترقون فيها، ويعودون كما كانوا ([1])، لا يَحْيَون فيها ولا يموتون، دائمًا وأبدًا ([2]).

والسبب أن هؤلاء كفروا بالله، وهؤلاء آمنوا بالله.

وهذه العيون لا تَنْضُب أبدًا، فهي ليست مثل عيون الدنيا، تنضب وتيبس وتصير قاحلة! عيون الآخرة في الجنة لا تنضب ولا تنفد أبدًا. وكذلك جناتها لا تيبس ولا تموت مثل أشجار الدنيا، ولا تنقطع.

قوله عز وجل: ﴿ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ فيه معنيان:

أحدهما: ﴿ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ أي: في الجنة: وأنهم يَرْضَوْن بما أعطاهم الله ويتلذذون به، ولا أحد يرى أن أحدًا أحسن منه ([3])،


الشرح

([1])  إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا سَوۡفَ نُصۡلِيهِمۡ نَارٗا كُلَّمَا نَضِجَتۡ جُلُودُهُم بَدَّلۡنَٰهُمۡ جُلُودًا غَيۡرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمٗا  [النساء: 56].

([2])  إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمۡ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقۡضَىٰ عَلَيۡهِمۡ فَيَمُوتُواْ وَلَا يُخَفَّفُ عَنۡهُم مِّنۡ عَذَابِهَاۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي كُلَّ كَفُورٖ   [فاطر: 36].

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6549)، ومسلم رقم (138).