قيل:
المكرمين عند الله؛ لأنهم ملائكة كرام ﴿بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ﴾
[الأنبياء: 26].
وقيل:
المكرمين عند إبراهيم عليه السلام، فإنه أكرمهم وبَشَّ لهم.
فهم
مكرمون عند الله، وعند إبراهيم عليه السلام.
فهذا
فيه مشروعية إكرام الضيف بما يستحقه، وحَسَب الاستطاعة، وهي من المفاخر المتوارثة
الباقية.
﴿إِذۡ دَخَلُواْ
عَلَيۡهِ﴾، دخلوا على إبراهيم عليه
السلام منزله، على أنهم ضيوف.
﴿فَقَالُواْ
سَلَٰمٗاۖ﴾، فبدءوا بالسلام عند
الدخول.
فهذا
فيه مشروعية السلام عند دخولك على بيت أخيك، فالسلام عند الدخول سُنة ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ
وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ﴾
[النور: 27]، ﴿فَإِذَا
دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ﴾
[النور: 61]، أي: يُسَلِّم بعضكم على بعض.
والملائكة
سَلَّموا على إبراهيم، ﴿سَلَٰمٞ﴾منصوب
على أنه مفعول لفعل محذوف، أي: نُسلِّم عليك سلامًا. مفعول مطلق لفعل محذوف،
تقديره: نُسلِّم عليك سلامًا.
فرَدَّ
عليهم ﴿قَالَ سَلَٰمٞ﴾ [الذاريات: 25]، أي: سلام عليكم، ﴿سَلَٰمٞ﴾ مبتدأ، خبره محذوف، تقديره: «عليكم»، جار ومجرور، جملة
خبرية.
فهذا فيه رد السلام؛ كما في قوله عز وجل: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَسِيبًا﴾ [النساء: 86]، فالابتداء بالسلام سُنة، ورَدُّه واجب ([1]) بمثل ما سَلَّم عليك، وإن زدتَ فهو أحسن.
([1]) انظر: كشاف القناع عن متن الإقناع (2/ 152)، والشرح الممتع على زاد المُستقنِع (1/ 180).