×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وقصة إغراقهم أجملها الله في هذه الآية، لكنه فَصَّلها في آية أخرى، أن موسى عليه السلام لما جادل فرعون في عدة مواقف، ولم يَقبل فرعون؛ أَمَر الله موسى عليه السلام أن يَخرج ببني إسرائيل، وأخبره أن فرعون سيتبعهم، ﴿وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِيٓ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ [الشعراء: 52].

فلما عَلِم فرعون بخروج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر، غَضِب، فجمع جموعه ﴿فَأَرۡسَلَ فِرۡعَوۡنُ فِي ٱلۡمَدَآئِنِ حَٰشِرِينَ ٥٣ إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَشِرۡذِمَةٞ قَلِيلُونَ ٥٤ وَإِنَّهُمۡ لَنَا لَغَآئِظُونَ ٥٥ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ ٥٦ [الشعراء: 53- 56].

فاجتمعوا إليه، فخرج بهم في طلب موسى عليه السلام وبني إسرائيل، فأدركوهم عند البحر.

﴿فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلۡجَمۡعَانِ قَالَ أَصۡحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدۡرَكُونَ [الشعراء: 61]، فالبحر من أمامنا، والعدو من خلفنا!! فقال موسى عليه السلام: ﴿كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهۡدِينِ [الشعراء: 62]، فأَمَره الله أن يضرب البحر بعصاه، فضَرَبه بعصاه فتجمد، وصار جبالاً من الماء الجامد، وفَتَحه شوارع بعدد أسباط بني إسرائيل، الاثني عشر، كل سِبط له طريق؛ من أجل أنهم لا يتزاحمون، ﴿فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ [الشعراء: 63]، فدخلوا، وساروا مع هذه الشوارع آمنين مطمئنين.

ولما تكامل خروجهم، دخل فرعون وجنوده في أثرهم، فلما تكامل فرعون وجنوده في البحر؛ أطبقه الله عليهم وعاد كما كان، بحرًا هائجًا - والعياذ بالله - فغَرِقوا عن آخرهم!!

وبنو إسرائيل ينظرون إليهم؛ لتَقَر أعينهم بإهلاك عدوهم وهم ينظرون إليهم.


الشرح