فنَصَر
الله موسى عليه السلام وقومه، وكان هذا في يوم عاشوراء، وهو يوم العاشر من شهر
الله المحرم ([1]).
﴿حَتَّىٰٓ
إِذَآ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱلَّذِيٓ
ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوٓاْ إِسۡرَٰٓءِيلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾ [يونس: 90].
قال
الله عز وجل له: ﴿ءَآلۡـَٰٔنَ﴾،
أي: أتؤمن الآن لما شاهدتَ الموت؟! وهذا ليس وقت توبة، ﴿ءَآلۡـَٰٔنَ
وَقَدۡ عَصَيۡتَ قَبۡلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ ٩١ فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ
ءَايَةٗۚ وَإِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَايَٰتِنَا لَغَٰفِلُونَ ٩٢﴾ [يونس: 91- 92]. وأنجى الله جثته، وألقاه على جانب
البحر حتى ينظروا إليه ويعرفوا أنه هلك، ﴿لِتَكُونَ
لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ﴾
[يونس: 92]، فعَرَفوا أنه هلك؛ لئلا يقول قائل: إنما ذهب إلى كذا أو كذا!!
ثم
قال عز وجل: ﴿وَفِي عَادٍ﴾، أي: وفي قوم عاد آية على قدرة الله، وموعظة للمؤمنين.
و«(عادٌ»:
هي القبيلة العظيمة التي كانت تسكن في الجنوب الشرقي من جزيرة العرب، في بلاد
الأحقاف، وكانت دولة قوية، وتسكن في ﴿إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٧ ٱلَّتِي لَمۡ
يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ ٨﴾ [الفجر: 7- 8]، وكانوا أقوياء الأجسام، قال تعالى: ﴿وَزَادَكُمۡ
فِي ٱلۡخَلۡقِ بَصۜۡطَةٗۖ﴾
[الأعراف: 69] فاغتروا بقوتهم.
وبَعَث الـله إليهم نبيه هودًا عليه السلام، فدعاهم إلى الـله، وأمرهم بالتوحيد وتَرْك الشرك. ولكنهم قالوا: ﴿مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ﴾ [فصلت: 15]، لما خَوَّفهم بالعذاب، قالوا: مَن أشد منا قوة؟! وفي الآية الأخرى:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2004)، ومسلم رقم (1130).