×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ﴿قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَوَعَظۡتَ أَمۡ لَمۡ تَكُن مِّنَ ٱلۡوَٰعِظِينَ ١٣٦ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ ١٣٧ وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ١٣٨ [الشعراء: 136- 138].

هؤلاء الأقوياء أرسل الـله عليهم الريح اللطيفة التي ما تُرى، ﴿وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ [الذاريات: 41] التي لا تنتج شيئًا، ولا تلقح الأشجار ولا تلقح السحاب، عقيم لا تفيد شيئًا، وهم يقولون: مَن أشد منا قوة؟!

أهلكهم الـله بالريح، وهذه الريح شديدة، تنزعهم في الجو، وهم الأقوياء كانت الريح أقوى، ﴿كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ [الحاقة: 7] ﴿تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ مُّنقَعِرٖ [القمر: 20].

فأين قوتهم أمام قدرة الـله سبحانه وتعالى، وجنود الـله التي لا يعلمها إلاَّ هو سبحانه وتعالى ؟!

﴿مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ أي: مرت عليه ﴿إِلاَّ جَعَلْتَهُ كَالرَّمِيمِ، فالأشياء القوية الجبارة تصبح متفككة كالرميم من هذه الريح - والعياذ بالـله -، فهي ريح عاتية!!

فلما رأوها مقبلة مستقبلة أوديتهم، قالوا: «هذا سحاب» لأنهم كانوا بحاجة إلى المطر ﴿فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ ٢٤ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۢ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ٢٥ [الأحقاف: 24- 25]، أبقى الـله مساكنهم عبرةً للمعتبرين.

﴿وَفِي ثَمُودَ وهم الأمة التي كانت تسكن في وادي القرى، على طريق الشام بين مكة والشام، وتسمى الآن «بلاد العلا».


الشرح