×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وكانوا ينحتون الجبل العظيم ويجعلونه حجرة واحدة، والآن هي موجودة ببيوتها ونقوشها بارزة للعِيان؛ لأجل أن يعتبر الناس بذلك، وكانت بلاد زراعية أيضًا.

قال لهم نبيهم صالح عليه السلام مخوفًا لهم: ﴿أَتُتۡرَكُونَ فِي مَا هَٰهُنَآ ءَامِنِينَ ١٤٦ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ ١٤٧ وَزُرُوعٖ وَنَخۡلٖ طَلۡعُهَا هَضِيمٞ ١٤٨ [الشعراء: 146- 148].

فبلادهم خصبة فيها المزارع العظيمة والإنتاج، وفيها المساكن، فهم يتخذون من سهول الأرض قصورًا، وينحتون الجبال بيوتًا، فكانت أمة قوية، فأشركوا بالـله، وعبدوا غير الـله عز وجل، فأرسل الـله إليهم نبيه صالحًا عليه السلام فدعاهم إلى الـله.

وطلبوا منه آية تدل على صدقه، فأخرج الـله لهم ناقة عظيمة، تشرب الماء في يوم، حيث قَسَّم الـله بينها وبينهم الماء، فلهم يوم يشربون فيه، وللناقة يوم تشرب فيه وتسقيهم اللبن، فكل القبيلة تشرب من لبن هذه الناقة.

فآل بهم الأمر إلى أن عَتَوْا عن أمر ربهم، وعَقَروا الناقة ﴿فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوۡاْ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِمۡ وَقَالُواْ يَٰصَٰلِحُ ٱئۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ [الأعراف: 77].

فأَمَر الـله عز وجل نبيه صالحًا أن يُبلِّغهم، فقال لهم: ﴿تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمۡ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٖۖ ذَٰلِكَ وَعۡدٌ غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ [هود: 65].

فلما انتهى اليوم الثالث، أرسل الـله عليهم الصاعقة -والعياذ بالله-، وهي: صيحة مَلَك قطعت قلوبهم في أجوافهم عن آخرهم.

﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ [القمر: 31] ﴿فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَهُمۡ يَنظُرُونَ [الذاريات: 44] -والعياذ بالله -، هذه الأمة أصبحت هشيمًا كهشيم المُحتظِر على إثر هذه الصاعقة.


الشرح