﴿فَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ
مِن قِيَامٖ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ﴾
[الذاريات: 45]، ما استطاعوا أن يقاوموا هذه الصاعقة وأن يثبتوا، وما كانوا
منتصرين لأنفسهم.
﴿وَقَوۡمَ نُوحٖ
مِّن قَبۡلُۖ﴾وهو أول الرسل عليه السلام، ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ
قَوۡمٗا فَٰسِقِينَ﴾
[الذاريات: 46]، خارجين عن طاعة الـله عز وجل.
وذلك
أن قوم نوح عليه السلام كانوا يعبدون الـله عز وجل وعلى التوحيد، وعلى دين أبيهم
آدم عليه السلام.
لكن
حَدَث أن رجالاً صالحين وعلماء منهم ماتوا في عام واحد، وهم: وَدٌّ وسُواع ويغوث
ويَعوق ونَسْر، فحَزِنوا عليهم حزنًا شديدًا.
فجاءهم
إبليس - عدو الـله - وأَمَرهم أن يُصوِّروا صور هؤلاء الصالحين، ويعلقوها؛ من أجل
إذا رأوها تذكروا أحوالهم.
فنَشِطوا
إلى العبادة، فجاءهم عدو الـله مبديًا النصيحة، فعملوا بهذه الخطة الشيطانية،
فصوروا صورهم، وعَلَّقوها على مجالسهم، من باب محبتهم، للذكريات.
والآن
يتخذون صورًا، ويقولون هذه ذكريات!! وهذا مثل ما عمل قوم نوح، صوروا هذه الصور
للذكريات.
فعَلَّقوها
وبَذَر فيهم إبليس بذرة الوثنية، لكن الجيل الذين عملوا هذا العمل فيهم علماء،
وفيهم مؤمنون، ولا استطاع أن يدرك منهم إلاَّ أنهم صوروا الصور فقط، لكن بَقُوا
على الدين وعلى التوحيد؛ لأن فيهم علماء.
فلما هلك هذا الجيل وهلك هؤلاء العلماء، وبقي الجهال؛ جاءهم إبليس وقال: «إن آباءكم كانوا يعبدون هذه الصور، وبها كانوا يُسْقَون المطر» فعبدوها من دون الـله عز وجل.