×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم أَمَّنوا لوطًا عليه السلام فقالوا له: ﴿فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَٱتَّبِعۡ أَدۡبَٰرَهُمۡ [الحجر: 65]، أي: اعزلهم عن هذه الأمة الخبيثة؛ لئلا يصيبهم ما سيصيبهم، وكن في آخرهم لئلا يتخلف منهم أحد.

وهكذا عادة القائد، أن يكون في آخر القافلة، كما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الغزوات، يكون في آخر الركب ليتفقده.

﴿وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٞ، [الحجر: 65]؛ لأنه لو التفت لأصابه ما سيصيبهم.

وفي الآية الأخرى: ﴿فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ [هود: 81] ﴿وَٱمۡضُواْ حَيۡثُ تُؤۡمَرُونَ [الحِجر: 65].

فنَفَّذ لوط عليه السلام ما أُمِر به، فخرج بأهله ومعهم امرأته، فلما سمعت الضربة - والعياذ بالله - التفتت فأصابها ما أصابهم، فنفذ نبي الله لوط عليه السلام ما أمر به، وخرج بأهله بقطع من الليل، ومضى بهم.

ثم أنزل الله بهم عقوبته، لما خرج نبي الله ومن معه من المؤمنين؛ كما في قوله عز وجل: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيۡنَا نُنجِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [يونس: 103].

فإذا نزلت العقوبة، فإن الله ينجي المؤمنين الذين يأمرون بالمعروف ويَنْهَون عن المنكر، من الرسل وأتباعهم، لوط عليه السلام كان يَنْهَى عن المنكر، فنجاه الله وأهله.

قال الله عز وجل: ﴿فَأَخۡرَجۡنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الذاريات: 35] في القرية من المؤمنين وهم لوط وأهله.

﴿فَمَا وَجَدۡنَا فِيهَا غَيۡرَ بَيۡتٖ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ [الذاريات: 36] وهو لوط وأهله.


الشرح