×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

والمراد بـ ﴿بَيۡتٖ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ: أهل بيت من المسلمين.

ولماذا قال في الأول: ﴿فَأَخۡرَجۡنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَوفي الآية التي بعدها: ﴿فَمَا وَجَدۡنَا فِيهَا غَيۡرَ بَيۡتٖ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ؟

الجواب: أن كل مؤمن فهو مسلم، وليس كل مسلم مؤمنًا.

فالمنافق يقال له: مسلم، ولكن لا يقال: إنه مؤمن. والمؤمن قد يكون قوي الإيمان وكامل الإيمان، وقد يكون ضعيف الإيمان، لكن معه من الإيمان ما يصحح إسلامه، ولو كان الإيمان ضعيفًا، ولو كان مثقال ذرة، فإن صاحبه يسمى مؤمنًا، ناقص الإيمان.

والإيمان والإسلام - كما ذَكَر العلماء - إذا اجتمعا افترقا، أي: صار لكل واحد معنى. وإذا افترقا اجتمعا، فإذا ذُكِر الإسلام أو الإيمان وحده صار الإسلام عبارة عن الأعمال الظاهرة، والإيمان عبارة عن الأعمال الباطنة.

كما في حديث جبريل عليه السلام: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِْسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً». قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِْيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).

فالإيمان بالقلب، والإسلام علانية، ولابد من اجتماع الإسلام والإيمان، فيقوم بأركان الإسلام الخمسة، ويعتقد بقلبه أركان الإيمان الستة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).