أما
إذا كان معه الإسلام فقط وليس معه إيمان، فهذا لا ينفعه في الآخرة، وينفعه في الدنيا
حيث يُعامَل معاملة المسلم، ويُحْقَن دمه وماله. لكن في الآخرة يكون من أهل النار؛
كالمنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار ([1])
- والعياذ بالله -.
فدل
على أنه لابد من اجتماع الإسلام والإيمان.
ولهذا
قال العلماء: الإيمان قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يَزيد بالطاعة،
ويَنقص بالمعصية ([2]).
وإذا
ذُكِر الإيمان فقد دخل فيه الإسلام؛ لأنه لا يكون مؤمنًا إلاَّ مَن كان مسلمًا.
وإذا ذُكِر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان؛ لأنه لا يكون مسلمًا إسلامًا صحيحًا
إلاَّ مَن كان مؤمنًا. فلا بد من اجتماعهما، فلا يكفي أحدهما عن الآخَر؛ ولهذا قال
تعالى: ﴿فَأَخۡرَجۡنَا
مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٣٥فَمَا وَجَدۡنَا فِيهَا غَيۡرَ بَيۡتٖ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ٣٦﴾
[الذاريات: 35- 36]، وَصَفهم الله بالإيمان أولاً، ثم وَصَفهم بالإسلام؛ لأن كل
مؤمن فهو مسلم.
فليس
في الآية حُجة لمن يرون أن الإسلام والإيمان بمعنى واحد، وأن كل مسلم فهو مؤمن!!
لا،
ليس كل مسلم مؤمنًا، إنما العكس هو الصحيح، أن كل مؤمن فهو مسلم.
ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ﴾ [الذاريات: 37].
([1]) انظر: مجموع الفتاوى (7/ 318).