×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿إِذۡ أَرۡسَلۡنَٰهُ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ [الذاريات: 38]، موسى بن عمران عليه السلام، وهو من بني إسرائيل - أرسله الله إلى فرعون.

وكان فرعون جبارًا عاتيًا ادعى الربوبية: ﴿فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ [النازعات: 24]، وقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي [القصص: 38].

ومع عتوه وجبروته وادعائه للربوبية، كان ظالمًا جبارًا، يُعذِّب بني إسرائيل ويتخذهم خدمًا للقبط، ويُقتِّل أبناءهم، ويستحيي نساءهم، فيفتك بهم ويستذلهم، مع أنهم من ذرية إسرائيل نبي الله، ولكن تَسَلَّط عليهم بجبروته وقوته، فاستخدمهم في أخس الحِرف؛ من أجل إضعافهم، بحيث لا يستطيعون مقاومته.

وقيل: إنه يُقتل أبناءهم لأنه يخشى أن يَظهر منهم مَن يقاومه. أو أنه عَلِم أنه سيُبعث منهم نبي، فكان يُقتِّل أبناءهم من أجل أن لا يَخرج فيهم هذا النبي.

وجاءه موسى عليه السلام، فأنكر عليه ادعاءه الربوبية، وأَمَره أن يعبد الله عز وجل، وأن يشكره على ما أعطاه، وأن يرفع القهر والجبروت عن بني إسرائيل المستضعفين.

أرسله الله بالمهمتين: مهمة الدعوة إلى التوحيد والإيمان، ومهمة رفع الظلم عن المظلومين.

﴿بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ [الذاريات: 38]، أي: بحُجة. والسلطان المراد به: الحُجة والمعجزة والبرهان. فكل نبي له برهان يدل على نبوته، وإلا كان كُلٌّ يَدَّعِي النبوة، ولكن لابد من البرهان على نبوته.


الشرح