×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ورفعه في الدنيا والآخرة! لكن يظن أنه إن آمن بموسى فإنه سيفقد مُلكه وجبروته، مع ما يمليه عليه الملأ من قومه من قولهم: ﴿أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوۡمَهُۥ لِيُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَنَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡ وَإِنَّا فَوۡقَهُمۡ قَٰهِرُونَ [الأعراف: 127]، هكذا يقول من باب المجابهة والمكابرة، وإلا فهو يعلم أن موسى رسول من عند الله؛ ولهذا قال له موسى عليه السلام لما عرض عليه الآيات: ﴿لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَآ أَنزَلَ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَٰفِرۡعَوۡنُ مَثۡبُورٗا [الإسراء: 102]، وقال عز وجل: ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا أي: بالآيات والبراهين، ﴿وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ [النمل: 14] فهم في قرارة أنفسهم مستيقنون بأنها آيات من عند الله، لكن من باب المكابرة تظاهروا بالإنكار.

﴿فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ أي: بجانبه. كما في قوله عز وجل: ﴿وَإِذَآ أَنۡعَمۡنَا عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ أَعۡرَضَ وَنَ‍َٔا بِجَانِبِهِۦ [الإسراء: 83].

فبعض الناس يتكبر ويَصد عن الدعوة وعن القَبول؛ تكبرًا وعنادًا - والعياذ بالله -.

فأعرض عن موسى عليه السلام، ولم يلتفت إليه.

وقيل: ﴿فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ أي: بقوته، وقومه وسلطته، ظانًّا أنهم سينفعونه، وأنهم سيمنعونه وأنهم سيدافعون عنه.

﴿وَقَالَ سَٰحِرٌ وقال عن موسى عليه السلام - رسول الله، وكليم الله -: ساحر. لأنهم اعتادوا على السحر، فعنده السحرة وهو يعلم أن موسى ليس ساحرًا، ولكن هذا من باب التمويه على الناس، ﴿قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ يَٰمُوسَىٰ ٥٧ فَلَنَأۡتِيَنَّكَ بِسِحۡرٖ مِّثۡلِهِۦ فَٱجۡعَلۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكَ مَوۡعِدٗا لَّا نُخۡلِفُهُۥ نَحۡنُ وَلَآ أَنتَ مَكَانٗا سُوٗى ٥٨ [طه: 57- 58].


الشرح