×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وقيل: ﴿وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ أعم من توسيع السماء، وإنما الله عز وجل واسع عليم، وهو مُوسِّع الأرزاق، ومُوسِّع المخلوقات. فهي تعم كل أفعال الـله عز وجل، فهو الواسع العليم سبحانه وتعالى.

ثم قال عز وجل: ﴿وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ [الذاريات: 48]، جَعَلها الـله فراشًا يفترشها الخلق، وينامون، ويمشون، ويبنون عليها، فهي فراشهم.

وإعرابه كالذي قبله، فـ«الأرضَ» منصوب بفعل مقدر من جنس الفعل المذكور، وهو من باب الاشتغال، تقديره: وفرشنا الأرض فرشناها ([1]).

﴿فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ، نِعْمَ الماهدون. ومخصوص «نِعْم» مقدر، تقديره: «نحن» ([2]).

و ﴿ٱلۡمَٰهِدُونَ هو الله الذي مَهَّد الأرض بقدرته ﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَٰدٗا [النبأ: 6]، أي: جَعَلها ممهدة مهيأة في طرقها وجبالها، وبَرها وبحرها، وفَلَواتها. فهي ممهدة يسير عليها الناس بارتياح، وينامون، ويبنون ويسكنون؛ لأن الله مَهَّدها لهم، فإن الله سبحانه وتعالى مَهَّدها لمصالح العباد فلا أحد يشكو من ضيق الأرض، بل أرض الله واسعة ﴿وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٌۗ [الزمر: 10]، ﴿وَمَن يُهَاجِرۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُرَٰغَمٗا كَثِيرٗا وَسَعَةٗۚ [النساء: 100].

فإذا ضاقت بك أرض أو بلد، فالتَمِس غيرها.


الشرح

([1])  انظر: إعراب القرآن للنحاس (4/ 166)، والتبيان في إعراب القرآن (2/ 1182).

([2])  انظر: إعراب القرآن للنحاس (4/ 166)، والتبيان في إعراب القرآن (2/ 1182).