قال
الشاعر:
لَعَمْرُكَ
مَا ضَاقَتْ بِلاَدٌ بِأَهْلِهَا |
|
وَلَكِنَّ
أَخْلاَقَ الرِّجَالِ تَضِيقُ |
وقال
آخَر:
وَإِنْ
ضَاقَتْ عَلَيْكَ بِلاَدٌ بِأَسْرِهَا |
|
فَارْحَلْ
فَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ فَضَاهَا |
﴿وَمِن كُلِّ
شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾
[الذاريات: 49]، من كل شيء من المخلوقات جَعَل الـله شكلين مختلفين: الليل والنهار،
والنور والظلمة، والأرض والسماء، وكذلك الذكور والإناث من الآدميين، ومن البهائم،
ومن الطيور، ومن جميع المخلوقات المتحركة ذوات الأرواح - جَعَل الـله ذَكَرًا
وأنثى. ومن الأشجار والنباتات، جَعَل الـله فيها الزوجين يُلقِّح بعضهما بعضًا،
ويتناسل الزوجان، ويبقى النوع والجنس حتى يرث الـله الأرض ومن عليها.
فلو
لم يَخلق الـله الزوجين لفَنِي الجنس، ولكن الـله جعل الزوجين دائمًا يتناسلان؛
لبقاء هذه المخلوقات واستمرار وجودها لمصالح العباد، وللدلالة على قدرة الـله عز
وجل، فإن الذي خلقها هو الـله عز وجل.
فالذي
خَلَق الزوجين واحد هو الـله وحده، فلا أحد يَدَّعِي أنه خَلَق شيئًا من السماء أو
من الحيوانات أو من الطيور، مع كثرة العناد والكفر، والمعارضات لله ولرسله!
بل
إنه عز وجل تحدى العالم أن يخلقوا ذبابة، فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ﴾
[الحج: 73]، وقال تعالى: ﴿أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ﴾ [الأحقاف: 4].
تحداهم الله، فقال: أروني ماذا خَلَق هؤلاء الذين تعبدونهم من الأوثان والأشجار والأحجار، ماذا خلقوا من السماوات والأرض!!