×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

لم يقولوا: خَلَقوا كذا. ولم يجيبوا قَطُّ، مع شدة معارضتهم لم يجب أحد ويقول: نعم، أنا خلقتُ. أو فلان خَلَق، أو الصنم الفلاني خَلَق الجبل الفلاني أو البحر الفلاني! ما أحد قال هذا.

فدل على انفراد الله عز وجل بالخلق، فهو الخلاق سبحانه وتعالى: ﴿أَمۡ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَيۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّٰرُ [الرعد: 16].

حتى إنه تحداهم فقال: ﴿أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ ٣٥ أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ٣٦ [الطور: 35- 36].

وقال عز وجل: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ [الزخرف: 87]، لا يَقْدِرون أن يقولوا: خَلَقْنا أنفسنا، أو خَلَقَنا غير الـله، أو خلقتنا الطبيعة... أو ما أشبه ذلك، يَعجزون عن هذا.

فدل على انفراد الـله بالخلق والإيجاد، وما دام أنه هو المنفرد بالخلق فيجب أن يُفْرَد بالعبادة، ﴿أَيُشۡرِكُونَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ ١٩١ وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ لَهُمۡ نَصۡرٗا وَلَآ أَنفُسَهُمۡ يَنصُرُونَ ١٩٢ [الأعراف: 191- 192].

﴿وَمِن كُلِّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَا زَوۡجَيۡنِ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ [الذاريات: 49] أي: إذا تفكرتم في المخلوقات، ورأيتم كيف تتناسل وكيف تتكاثر وكيف تتنوع؛ عَرَفتم قدرة الله عز وجل التي لا يعجزها شيء.

فهذه المخلوقات لابد لها من خالق، ولم يَدَّعِ أحد أنه خَلَق شيئًا منها إلاَّ الله عز وجل، فهو الخلاق.

فإذا تفكرتَ في هذه المخلوقات دلتك على عظمة الخالق عز وجل؛ ولهذا يقول الشاعر:

فَيَا عَجَبَا كَيْفَ يُعْصَى الإِلَـ

 

ـهُ أَمْ كَيْفَ يَجْحَدُهُ الجَاحِدُ

وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ

 

تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِـدُ


الشرح