فإذا
تفكرتَ فإنك تَعرف قدرة الـله عز وجل، وتَعرف أنه هو المستحق للعبادة وحده لا شريك
له.
ثم
إنه سبحانه وتعالى لما بَيَّن أنه لا رب سواه ولا خالق سواه، أَمَرنا بالفرار
إليه، فقال: ﴿فَفِرُّوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِۖ﴾ ارجعوا إلى الـله، فروا من
الشرك والذنوب إلى الـله بالتوبة منها، لا ينجيك منها إلاَّ الفرار إلى الـله
بتوحيده، وطاعته وعبادته وحده لا شريك له، فهو الذي يُجِير، ولا يُجار عليه، وهو
المستعان والمستغاث، وهو المستعاذ، وهو الملجأ سبحانه وتعالى.
فإذا
كنت تريد النجاة ففر إلى الـله سبحانه وتعالى، كلما حصل لك مكروه أو مضايقة فررت
إلى الله.
حتى
إن المشركين في حال شركهم إذا وقعوا في الشدة، فروا إلى الـله، ودَعَوا الـله
مخلصين له الدين ([1])؛
لأنه لا ينجي إلاَّ الـله سبحانه وتعالى. فحينما تلجئهم الضرورة يَنْسَون
معبوداتهم، ولا يذكرون إلاَّ الـله عز وجل، فيدعونه مخلصين له الدين، ويتركون دعاء
غيره! فحينئذٍ ينجيهم الـله عز وجل؛ لأن الـله يجيب المضطر، ﴿أَمَّن يُجِيبُ
ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾
[النمل: 62].
فهو المفر والملجأ، والمستعان والمستغاث والمستعاذ - من كل المكاره والمخاطر، لا ينجي منها إلاَّ الـله عز وجل. تعجز المخلوقات وتعجز القدرات والحِيَل، ولا يبقى إلاَّ الـله عز وجل عند الشدائد والكربات في الدنيا والآخرة!!
([1]) إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65].