وهذا
معنى «لا إله إلاَّ الله»؛ لأن معنى «لا إله»، نَفْي لجميع الآلهة، «إلا الله»
استثناء الله عز وجل وحده، فهو الإله الحق.
ثم
قال سبحانه وتعالى مسليًا رسوله مما يتعرض له من الأذى والمضايقات من المشركين: ﴿كَذَٰلِكَ مَآ
أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ
مَجۡنُونٌ ٥٢ أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ ٥٣﴾
[الذاريات: 52- 53].
أي:
مثل فِعل هؤلاء الذين آذوك وكَذَّبوك، ووصفوك بالأوصاف الذميمة - مثل فِعل قوم
سبقوا فأخذهم الله عز وجل. كما ذَكَر في أول هذه السورة.
أي:
مثل ما حصل لك حصل لمن قبلك، ما أتى الذين من قبلك من الأمم - من رسول من الـله عز
وجل ﴿إِلَّا
قَالُواْ سَاحِرٌ﴾، ليس
رسولاً، وإنما هو ساحر، وما معه من الآيات إنما هي أشياء سحرية يَسْحَر بها الناس،
وليست معجزات دالة على رسالته.
﴿أَوۡ مَجۡنُونٌ﴾، أي: ليس له عقل فهو مُخَبَّل، يَهْرِف بما لا يَعْرِف،
ويقول ما لا يَتصور؛ لأن المجنون لا يدري ماذا يقول.
قال
الـله عز وجل: ﴿أَتَوَاصَوۡاْ
بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ﴾
[الذاريات: 53]، استفهام إنكار، أي: هل رأى بعضهم بعضًا؟! هل أمتُك رأت الأمم
السابقة؟! هل رأت قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم شعيب، وقوم إبراهيم؟! هل
رأوهم حينما قالوا مثل قولهم؟!
ما رأوهم، لكن هذه طبيعة الكفار في كل وقت، ولو لم يوصِ بعضهم بعضًا؛ فطريقتهم واحدة، فلا تعجب من هذا أو تضجر. ﴿فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ﴾ [الأحقاف: 35]، ﴿مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ﴾ [فصلت: 43]، هذا تسلية