فيكون
دائمًا بين الخوف والرجاء. لا يخاف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا يرجو فقط حتى
يأمن من مكر الله ومن عذاب الله. بل يكون بين الخوف والرجاء، فإذا خاف تَرَك
الأعمال السيئة من الكفر بالله والمعاصي، وإذا رجا عَمِل الأعمال الصالحة التي
تؤهله لرحمة الله عز وجل.
هذه
هي الحكمة من تجاور آيات الوعد وآيات الوعيد في القرآن الكريم.
﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد ونصب. ﴿ٱلۡمُتَّقِينَ﴾: اسم ﴿إِنَّ﴾منصوب،
وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
والمراد
بـ ﴿ٱلۡمُتَّقِينَ﴾: الذين اتقوا ربهم، واتقوا عذابه، فاتخذوا وقاية تقيهم
من ذلك، وهي الأعمال الصالحة؛ فإنه لا يقي من عذاب الله ولا يقي من النار ولا يقي
من غضب الله - إلاَّ الطاعات والأعمال الصالحة. فهم اتخذوا وقاية من طاعة ربهم عز
وجل، تقيهم من هذا المصير المؤلم الذي سارع إليه مَن لم يتقوا الله عز وجل.
﴿فِي جَنَّٰتٖ﴾ جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ﴿إِنَّ﴾، تقديره: «كائنون في جنات»؛ لأن الجار والمجرور متعلق
بمحذوف، تقديره: كائن أو مُستقِر.
قال
الناظم:
وَأَخْبَرُوا
بِظَرْفٍ أَوْ بِحَرْفِ جَرّْ |
|
نَاوِينَ
مَعْنَى كَائِنٍ أَوِ اسْتَقَرّْ |
و«(الجنات» جمع جنة، وهي: البستان الملتف بالأشجار والأنهار والمساكن البهية([1]). هذا مقابل ما أَخبر به عن الكفار، وأنهم في جهنم
([1]) انظر: لسان العرب مادة (جنن) (13/ 99)، ومختار الصحاح (1/ 48)، وتاج العروس ((34/ 374).