×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وفي النار. فالمتقون أَعد الله لهم الجنة، وهي جنات متعددة، وبعضها فوق بعض، فأهلها درجات عند الله سبحانه وتعالى، بعضهم فوق بعض في منازلهم حَسَب أعمالهم.

﴿وَنَعِيمٖ أي: سرور.

فالمكان مكان طيب، ونفوسهم مرتاحة متنعمة، جَمَع الله لهم بين حُسْن المسكن وسرور النفس!! فإن الإنسان قد يكون في مسكن طيب ولكنه مهموم. أما أهل الجنة فيكونون في نعيم، لا يُكدِّر عليهم شيء.

فالدنيا وإن ازدهرت لأصحابها بمآكلها ومشاربها ومساكنها، إلاَّ أنهم ليسوا في نعيم، بل يكونون مهمومين، خائفين مما يصيبهم في الدنيا من الأمراض والأسقام والهَرَم والعدو، فالإنسان في هذه الدنيا ليس بآمن.

أما أهل الجنة، فإنهم آمنون من كل ما يُكدِّر. يتنعمون في هذه الجنة، ويُسَرون فيها سرورًا دائمًا لا ينقطع، ولا يخافون موتًا ولا هَرَمًا ولا مرضًا ولا عدوا، آمنون من كل النواحي، متنعمون بما أعطاهم الله عز وجل.

﴿فَٰكِهِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ ﴿فَٰكِهِينَ يعني: مبتهجين ﴿بِمَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ؛ لأنهم ليس عندهم ما يكدرهم، فهم يتفكهون في الجنة.

أما في الدنيا، فالإنسان قد يكون عنده ملذات، لكنه مريض أو مهموم، فلا يتفكه بما هو فيه. أما أهل الجنة، فإنهم يتفكهون بما أعده الله لهم وأعطاهم، ليس كعطاء الناس والملوك والأثرياء، وإنما هو عطاء من الرب سبحانه وتعالى، الذي لا تنفد خزائنه، ولا يعجزه شيء، والذي يتفضل ويتكرم على عباده.


الشرح