×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وإنما أعطاهم الله هذا تفضلاً منه وإحسانًا منه إليهم، لم يستحقوه بعملهم لأن عملهم مهما كان فهو قليل، ولكن العمل الصالح سبب لدخول الجنة، كما أن الأعمال السيئة سبب لدخول النار، فالأعمال إنما هي سبب، وأما العطاء فهو من الله عز وجل فضلاً منه وإحسانًا.

﴿وَوَقَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ، حتى يكونوا في سرور دائم، لا يخافون أنهم يُخرَجون من الجنة، ويُحَوَّلون منها.

فالإنسان في الدنيا وإن كان في قصور وفي حبور وسرور، لكنه يُحَوَّل منها، إما بالموت وإما بيد الأعداء وإما بالفقر، فهو عُرْضة للتحول.

أما أهل الجنة فوقاهم عذاب الجحيم، فهو الواقي سبحانه وتعالى، لا يقي من عذابه إلاَّ هو، لا يقيك أبوك ولا نسبك ولا أسرتك، ولا مالك ولا جنودك ولا قوتك، ما يقيك إلاَّ الله عز وجل.

﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ، أي: يقال لهم: كلوا من ثمر الجنة، واشربوا من أنهارها. يشربون من أشربة الجنة الصافية اللذيذة، التي لا مُكدِّر فيها.

﴿هَنِيٓ‍َٔۢا، هنيئًا، أي: شرابًا ليس معه منغص ولا مكدر. وفي الآية الأخرى: ﴿هَنِيٓ‍ٔٗا مَّرِيٓ‍ٔٗا [النساء: 4]، أي: سهلاً، لا غصة فيه ولا مُكدِّر.

﴿بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ، أي: بسبب ما كنتم تعملون في الدنيا من الأعمال الصالحة. فالباء هنا سببية، وليست باء العِوَض، فالجنة ليست عوضًا عن العمل، وإنما الجنة فضل من الله عز وجل، وإنما العمل سبب لدخولها.

ولا تُدْخَل الجنة بالتمني أو الرجاء المجرد بدون عمل!! فالذي يرجو الجنة يعمل لها. أما أنه يرجو فقط ولا يعمل، فهذه صفة المفاليس،


الشرح