وفي
الحديث: «الْعَاجِزَ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى
اللَّهِ» ([1])،
فلا بد من العمل الصالح، الخالص لوجه الله عز وجل، الخالي من البدع والخرافات والمُحْدَثات،
وعلى سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو العمل الذي يسبب لصاحبه دخول
الجنة بإذن الله سبحانه وتعالى.
﴿مُتَّكِِٔينَ
عَلَىٰ سُرُرٖ﴾جمع سرير. ولا يَعلم صفة هذا
السرير وجماله وحُسْنه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ليس مثل سرير الدنيا.
﴿مَّصۡفُوفَةٖۖ﴾أي: متساوية بعضها إلى جنب بعض؛ من أجل أن يأنس بعضهم
ببعض ويتأنسون في المجالس؛ لأنهم ليس بينهم حزازات ولا عداوات ولا شحناء، كما بين
أهل الدنيا؛ ولهذا قال: ﴿وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا
عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ﴾
[الحجر: 47]. فهم يحب بعضهم بعضًا، ويأنس بعضهم ببعض، ويتنعم بعضهم بمجالسة البعض
الآخَر.
﴿وَزَوَّجۡنَٰهُم
بِحُورٍ عِينٖ﴾، من تمام النعمة واللذة
الزوجات، الزوجات من تمام النعمة، وليست زوجات الدنيا، ما قال: «وزوجناهم بنساء»،
بل قال: ﴿بِحُورٍ﴾، حُور يعني: الحسان، التي في عينها حَوَر، وهو شدة
البياض مع شدة السواد، وذلك أجمل ما يكون في العين ([2])،
«حُور» جمع حوراء، عظام الأعين جميلات.
ثم ذَكَر إكرامًا آخَر لهم فقال: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۢ بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ﴾ [الطور: 21]، هذا من تمام السرور؛ من أجل أن تَقَر أعين الوالدين بالأولاد!!
([1]) أخرجه: البغوي في شرح السنة رقم (4117).