فالله
يرفع الأبناء إلى منزلة الآباء، لكن بشرط أن تكون الذرية مؤمنة!!
وهذا
يَستدعي من المؤمنين أن يربوا أولادهم على الإيمان؛ من أجل أن يَجمع الله بينهم في
الجنة وتَقَر أعينهم بهم في الجنة. أما إذا أهملوهم وضيعوهم، وربما أنهم يكونون
كفارًا أو عصاة، فيُفرِّق الله بينهم في الآخرة.
فالاجتماع
بين الآباء والأولاد إنما هو خاص بالمؤمنين. أما إذا اختلف الدين، فصار الآباء على
دين والأبناء على دين آخَر، فإن الله يُفرِّق بينهم.
فهذا
مما يؤكد على الآباء الحرص على تعليم أولادهم الإيمان وتربيتهم على الإيمان؛ حتى
يلحقوا بهم في الآخرة، فالأبناء لَحِقوا بالآباء تفضلاً من الله، وإن قَصَّرت
أعمالهم عن ذلك فإن الله عز وجل يَجبر ذلك برحمته وفضله، فيرفعهم مع آبائهم.
﴿وَمَآ
أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ﴾:
ما نقصنا الآباء وأخذنا شيئًا من عملهم وأعطيناه الأبناء؛ حتى يرتقوا إلى درجتهم،
بل عَمَلهم موفر لهم، ولكننا ألحقناهم بهم تكرمًا منا على الآباء. فإلحاق الأبناء
بالآباء في المنازل في الجنة إنما هو تفضل من الله عز وجل.
﴿كُلُّ ٱمۡرِيِٕۢ
بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ﴾، أي:
محبوس على عمله، ﴿كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38] أي: محبوسة على عملها. فالعمل لعامله، لا
يَنقص منه شيء، ولا يؤخذ منه شيء للآخَر.
﴿وَأَمۡدَدۡنَٰهُم﴾أي: المتقين، واصلنا العطاء لهم، مددًا من الله لهذا الرزق، فلا ينقطع أبدًا.