من
العذاب، فعَمِلوا الأعمال التي تنجيهم منه.
فهم
يتحدثون بنعمة الله عز وجل، ويَذكرون أنهم حصلوا على هذا بسبب أنهم كانوا في
الدنيا خائفين. أما لو أَمِنوا من العذاب في الدنيا، فإنهم لا يتجنبون الذنوب
والآثام والمعاصي. ولكن الله مَنَّ عليهم، فرزقهم الخوف.
وهذا
تَحَدُّث بنعمة الله من باب الشكر، ﴿فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا وَوَقَىٰنَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ﴾ [الطور: 27] انظر! فالذي نحن فيه مَنٌّ مِن الله علينا
بسبب خوفنا من عذابه في الدنيا. ﴿إِنَّا كُنَّا مِن قَبۡلُ نَدۡعُوهُۖ﴾، انظر!! جمعوا بين الخوف والرجاء.
﴿إِنَّا كُنَّا
مِن قَبۡلُ نَدۡعُوهُۖ﴾يعني:
في الدنيا. والله عز وجل يقول: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ
أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ
بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾
[البقرة: 186].
فالدعاء
هو أعظم أنواع العبادة؛ ولذلك لا يجوز أن يُدْعَى غير الله، ولا يستغاث بغير الله،
من الأموات والقبور والأضرحة... وغيرها، وإنما الدعاء لله عز وجل.
﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [غافر: 14]، ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]، ﴿وَمَن يَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرۡهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [المؤمنون: 117]، سماهم كافرين - والعياذ بالله، الذين يَدْعُون غير الله كفار.