×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

لكن هذا من باب الرد عليهم وإبطال قولهم، وأنهم لا يُعظِّمون الله، بحيث إنهم ينسبون إليه ما ينزهون أنفسهم عنه، وهو البنات، ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ ٥٨ يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٥٩ [النحل: 58- 59].

الله عز وجل يقول: ﴿أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِينَ ١٥٣ مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ١٥٤ [الصافات: 153- 154]، ويقول عز وجل: ﴿وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ [النحل: 62].

فيجعلون الأولاد لهم، والبنات لله عز وجل ! وهذا دليل على إغراقهم - والعياذ بالله - في الضلال، وأنهم لا ينزهون الله سبحانه وتعالى عما ينزهون عنه أنفسهم.

﴿أَمۡ تَسۡ‍َٔلُهُمۡ أَجۡرٗا، هل الذي حَمَلهم على معارضتك وعلى تكذيبك أنك تَطلب منهم مالاً لتعليمك إياهم ودعوتك إياهم، ﴿فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ مُحَمَّلون من الغرامات التي يدفعونها لك؟!

فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله محتسبًا، ولا يريد منهم أجرًا، ولا يريد منهم طمعًا دنيويًّا، أبدًا! إذن ما الذي حَمَلهم على تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! كل الشبهات التي يمكن أن يتعلقوا بها كلها بَطَلت.

﴿أَمۡ عِندَهُمُ ٱلۡغَيۡبُ فالغيب لله عز وجل، ﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ وَمَا يَشۡعُرُونَ أَيَّانَ يُبۡعَثُونَ [النمل: 65]، فالغيب لله عز وجل، لا يَعلمه إلاَّ هو.

﴿فَهُمۡ يَكۡتُبُونَ يَكتبون منه ما يريدون.

﴿أَمۡ يُرِيدُونَ كَيۡدٗاۖ ﴿أَمۡ بمعنى «بل» فهذا هو الواقع، أنهم يريدون الكيد والمكر والبهرجة - للرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح