×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ ٢٤ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيۡءِۢ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ٢٥ [الأحقاف: 24- 25].

الحاصل: أنهم لا يتعظون، ولو رأوا العذاب بأعينهم فإنهم يفسرونه بغير الحقيقة؛ لأن قلوبهم متجمدة وقاسية، لا تلين، ولو رأت العذاب.

وهذا واقع في وقتنا هذا!! إذا حصلت النكبات والمَثُلات، فسروها بغير تفسيرها، ولا يتعظون بها، ويقولون: هذه ظواهر كونية ومناخية!! فلا يخافون من الله سبحانه وتعالى أبدًا.

إنما يتعظ بها أهل الإيمان، ويخافون الله عز وجل. أما هؤلاء فقال الله عز وجل لنبيه: ﴿فَذَرۡهُمۡ فاتركهم، وامضِ في دعوتك، ولا تلتفت إليهم فقد بَلَّغتَهم، ولا يحزنك أمرهم أبدًا، ﴿حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصۡعَقُونَ [الطور: 45] أي: حتى يحل بهم الهلاك، ويأتيهم اليوم الذي يُصعقون فيه، وهو يوم القيامة.

كما قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ [الزمر: 68].

وفي الآية الأخرى: ﴿وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ وَكُلٌّ أَتَوۡهُ دَٰخِرِينَ ٨٧و وَتَرَى ٱلۡجِبَالَ تَحۡسَبُهَا جَامِدَةٗ وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِۚ صُنۡعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيٓ أَتۡقَنَ كُلَّ شَيۡءٍۚ إِنَّهُۥ خَبِيرُۢ بِمَا تَفۡعَلُونَ ٨٨ [النمل: 87- 88].

﴿يَوۡمَ لَا يُغۡنِي عَنۡهُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ [الطور: 46]، في هذا اليوم لا ينجيهم شيء: لا مال، ولا أهل، ولا قبيلة، ولا مُلْك، ولا سلاح، ولا عُدة، ولا طائرات، ولا مدرعات! ولا ينجي من هذا اليوم شيء.


الشرح