3- وقيل: ﴿حِينَ تَقُومُ﴾ يعني: من المجلس. فإذا كنت في مجلس وأردت أن تقوم، فإنك
تأتي بكفارة المجلس، فتقول: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ
أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ» ([1]).
والأقوال
الثلاثة كلها - والله أعلم - مرادة: حين تقوم في الصلاة، حين تقوم من النوم، حين
تقوم من المجلس، سَبِّح بحمد ربك في هذه المواطن كلها ([2]).
ثم
قال عز وجل: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ
فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ﴾وهذا
المراد به صلاة الليل. فالذي يعينك على مشاق الحياة وعلى مكابدة الأعداء - قيام
الليل.
﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ﴾ ما قال: سَبِّح الليل كله. بل قال: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ﴾ يعني: بعض الليل، صَلِّ في الليل، في أوله أو في وسطه
أو في آخره، والأفضل في آخر الليل.
﴿وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ﴾، أي: وقت الفجر، حينما تقرب النجوم من الغروب، وذلك عند
الفجر. قيل: والمراد راتبة الفجر ([3]).
فجَعَل
وقت النبي صلى الله عليه وسلم ووقت كل مسلم - مشغولاً بذكر الله عز وجل والتسبيح
والصلاة.
هكذا ينبغي للمسلم أن يكون على صلة بربه عز وجل، لا تنقطع صلته بالله، لاسيما في وقت الشدائد، فإنه يتصل بالله عز وجل حتى ينصره الله،