أبدًا،
رسالته صلى الله عليه وسلم باقية وممتدة إلى أن تقوم الساعة، وإذا مات صلى الله
عليه وسلم فسيَخلفه أصحابه والمؤمنون من بعده، فيقومون بهذا الدين رغم أنوف الكفرة
والملحدين!!
وقد
حصل هذا - ولله الحمد - مات الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الرسالة حية وباقية،
لن تموت إلى آخر الدهر؛ لأن الله قد تَكَفَّل بحفظها، فلا تموت بموت من جاء بها
مثلما تموت الأفكار والمذاهب لأنها باطل، فتموت مع أصحابها. أما هذا فهو حق، والحق
لا يموت بل يبقى.
ويظنون
أنه صلى الله عليه وسلم إذا مات، تخمد دعوته وما جاء به.
فخاب
ظنهم، وبَطَل سعيهم في أنه إذا مات فإنه ستنقطع رسالته كما تنقطع الأفكار والمذاهب
البشرية.
بل
إنهم قالوا: إنه رجل أبتر، ليس له ذرية، وإذا مات فسينقطع ذكره ويُنْسَى! فقال
الله عز وجل: ﴿إِنَّ
شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ﴾
[الكوثر: 3].
فالأبتر
هو صاحب الباطل، فهو الذي يبتره الله ويقطعه ويَقطع ذِكره. أما رسول الله، فإنه
ليس أبتر - كما يقولون - وإن لم يكن له ذرية، فما جاء به من الشريعة وما جاء به من
الدعوة فهو متصل إلى أن تقوم الساعة. فهذا من آيات الله ومن معجزات هذا الرسول صلى
الله عليه وسلم. وذِكر الرسول باقٍ في القرآن والسُّنة، وفي الأذان والإقامة
والخُطَب وفي التشهد في الصلاة، قال تعالى: ﴿وَرَفَعۡنَا
لَكَ ذِكۡرَكَ﴾ [الشرح: 4].
وقال عز وجل مهددًا لهم: ﴿قُلۡ تَرَبَّصُواْ﴾ أي: انتظِروا ﴿فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُتَرَبِّصِينَ﴾ [الطور: 31]، أنتم تنتظرون موتي وانقطاع رسالتي، وأنا أنتظر ما يحل بكم من العقوبة والنكال، وأينا الذي ينقطع ذكره بموته، أنا أو أنتم؟!