فالإسلام
يبقى ويستمر ويدوم. ودعوة الكفار تنقطع وتذهب وتَبطل ويموتون وينقطع ذكرهم، بل
يتبعهم الذم كلما ذُكِروا. وأما الرسول صلى الله عليه وسلم، فيتبعه الثناء والمدح
والصلاة والسلام عليه، كلما ذُكِر صلى الله عليه وسلم.
ثم
قال الله عز وجل: ﴿أَمۡ تَأۡمُرُهُمۡ أَحۡلَٰمُهُم بِهَٰذَآۚ﴾ أي: عقولهم.
فالعقول
السليمة تَعرف هذا الرسول وما جاء به؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بما يوافق
العقول السليمة والفِطَر المستقيمة!! فالعقول السليمة والفِطَر المستقيمة تشهد أن
ما جاء به هو الحق وأنه ليس من عنده، وليس شعرًا ولا كهانة ولا جنونًا، وإنما هو
وحي من الله سبحانه وتعالى.
فدل
على أنهم ليس لهم عقول، أو أن لهم عقولاً لكنهم يريدون الكيد لمحمد صلى الله عليه
وسلم، فيقولون فيه ما يخالف العقول، وهم يعرفون أنه رسول الله!!
قال
سبحانه وتعالى: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ
فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بَِٔايَٰتِ ٱللَّهِ
يَجۡحَدُونَ﴾ [الأنعام: 33]، فهم يقولون
هذا جحودًا وعنادًا، وإلا فهم يَعلمون وهم عقلاء وعرب فصحاء، يَعلمون أن القرآن
ليس شعرًا ولا سحرًا ولا كهانة؛ لأنهم يعرفون الكَِهانة ويعرفون السحر ويعرفون
الشعر، والقرآن ما يشابه هذه الأشياء كلها.
﴿أَمۡ هُمۡ
قَوۡمٞ طَاغُونَ﴾ ﴿أَمۡ﴾ بمعنى «بل» وهذا هو الصحيح، أنهم قوم طاغون. والطغيان
مجاوزة الحد. فهم متجاوزون للحد، متجاوزون لما تقوله العقول السليمة.
﴿أَمۡ
يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۥۚ﴾
أي أن القرآن قاله محمد من عنده!!
فرَدَّ الله عليهم بقوله: ﴿فَلۡيَأۡتُواْ بِحَدِيثٖ مِّثۡلِهِۦٓ إِن كَانُواْ صَٰدِقِينَ﴾ [الطور: 34] فما دام أنه قول بشر وأنتم بشر، هو عربي وأنتم عرب، فهاتوا