مثله.
﴿فَلۡيَأۡتُواْ
بِحَدِيثٖ مِّثۡلِهِۦٓ إِن كَانُواْ صَٰدِقِينَ﴾
[الطور: 34] أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو الذي قال هذا القرآن وتكلم به، وليس
هو كلام الله!!
وهذا
تعجيز لهم، وهم أعدى ما يكونون للرسول وللقرآن!! ومع هذا ما جاءوا بشيء يشابه
القرآن، فدل على أنه كلام الله، لا كلام البشر.
قال
تعالى: ﴿وَلَوۡ
تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ٤٤ لَأَخَذۡنَا
مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ ٤٥ ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ ٤٦ فَمَا مِنكُم
مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ ٤٧﴾ [الحاقة: 44- 47] أي: لعاجله الله بالعقوبة؛ لأن الذي
يَكذب على الله يعاجله الله بالعقوبة ولا يمهله! فلو أن الرسول صلى الله عليه وسلم
- وحاشاه - تَقَوَّل على الله عز وجل، لعاجله الله بالهلاك والعقوبة ولم يمهله.
فدل
على أنهم غير صادقين؛ لأن الله تحداهم، ولم يستطيعوا أن يأتوا بأقصر سورة من
القرآن، لم يأتوا، فدل على أن القرآن ليس من كلام الرسول، وإنما هو كلام الله عز
وجل، الذي لا يشبهه شيء من كلام البشر.
ثم
قال عز وجل مُذكِّرًا لهم بالتوحيد الذي أنكروه على الرسول، وهم يعبدون الأصنام
والأشجار والأحجار، قال تعالى: ﴿أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ﴾ هل أنهم وُجِدوا على هذه الأرض من غير خالق؟ هذا لا
يقوله عاقل، أنهم وُجِدوا من غير خالق، فكل مُحْدَثٍ لابد له من مُحْدِث، وكل
مخلوق لابد له من خالق، وكل عمل لابد له من عامل، فلا يوجد الأثر بدون مُؤَثِّر
أبدًا! هذا لا يقوله عاقل.
و
﴿مِنۡ غَيۡرِ
شَيۡءٍ﴾ أي: من غير خالق، أبدًا.
﴿أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ﴾ إذا قالوا: إنهم وُجِدوا بخالق، إذن مَن هو الذي خلقهم؟ هل هم خَلَقوا أنفسهم؟ ما يمكن أن الإنسان يَخلق نفسه، أبدًا!