×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وإنما كل موجود لابد له من مُوجِد غيره، فلا شيء في هذا الكون يُوجِد نفسه، كيف يُوجِد نفسه وهو عدم؟! هل العدم يُوجِد شيئًا؟! فكل موجود لابد له من مُوجِد!!

﴿أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ [الطور: 36]، إذا كانوا لم يخلقوا أنفسهم، فهل هم خلقوا السماوات والأرض؟! ما ادعى أحد من الطواغيت والجبابرة والمشركين أنه خَلَق شجرة من الأشجار أو نهرًا من الأنهار، أو أنه أوجد ذرة في هذا الكون.

تحداهم الله أن يَخلقوا ذبابًا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٞ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥٓۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَن يَخۡلُقُواْ ذُبَابٗا وَلَوِ ٱجۡتَمَعُواْ لَهُۥۖ وَإِن يَسۡلُبۡهُمُ ٱلذُّبَابُ شَيۡ‍ٔٗا لَّا يَسۡتَنقِذُوهُ مِنۡهُۚ ضَعُفَ ٱلطَّالِبُ وَٱلۡمَطۡلُوبُ [الحج: 73].

لو تَجَمَّع صناع العالم والأطباء والفلاسفة والمفكرون - على أن يَخلقوا ذبابًا، لا يستطيعون ذلك! مع أنهم يصنعون الطائرات والنفاثات والصواريخ والمعدات، لكن الذباب أصغر شيء، الذي يصنع الطائرة يعجز أن يخلق ذبابًا؛ لأن هذا خَلْق الله عز وجل، لا أحد يشاركه فيه أبدًا، ﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ قُلِ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ لَا يَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفۡعٗا وَلَا ضَرّٗاۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِي ٱلظُّلُمَٰتُ وَٱلنُّورُۗ أَمۡ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَيۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّٰرُ [الرعد: 16]، فإذا كان الله هو الخالق وحده، فهو المستحق للعبادة.

قال تعالى: ﴿أَيُشۡرِكُونَ مَا لَا يَخۡلُقُ شَيۡ‍ٔٗا وَهُمۡ يُخۡلَقُونَ [الأعراف: 191]، فالذي لا يستطيع أن يَخلق لا يستحق أن يُعْبَد، فجميع الآلهة التي يعبدونها باطلة؛ لأنها لا تَخلق شيئًا، بل هي لم تَخلق نفسها!!


الشرح