×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فالله عَرَج به ليريه من آياته، وأراه سبحانه وتعالى ما أراد الله أن يريه إياه إكرامًا له صلى الله عليه وسلم.

وفي هذه الليلة: كلمه الله عز وجل، وفَرَض عليه الصلوات الخمس؛ خمسين صلاة في اليوم والليلة، فلما أَخبر صلى الله عليه وسلم موسى عليه السلام بذلك، قال له: إن أمتك لا تطيق ذلك، ولقد بلوتُ بني إسرائيل، فرأيت منهم العجز والكسل عنها، فاسأل ربك التخفيف! فما زال محمد صلى الله عليه وسلم يسأل ربه التخفيف، حتى استقرت على خمس صلوات في اليوم والليلة ([1])، وقال الله عز وجل: «قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي الحَسَنَةَ عَشْرًا» ([2])؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فكل فريضة عن عشر فرائض.

فإذا صلى المسلم الصلاة كما أمره الله، وأداها كما أمره الله، زاده الله عز وجل فضلاً من عنده عشر صلوات، فهي خمس صلوات في العمل، وهي خمسون صلاة في الميزان عند الله عز وجل.

فهذا يدل على: فضل هذه الصلوات الخمس، من حيث مكانة فرضيتها، فوق السماء، وفُرِضت على النبي صلى الله عليه وسلم بغير واسطة المَلَك، وإنما بَيْن الرسول وبين الله عز وجل، هذا يدل على فضل هذا الصلاة العظيمة، التي يَخِف أمرها عند كثير من الناس، وربما يعتبرونها من العادات والتقاليد، ولا يعرفون قدرها، وهي عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، وهي عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي تَنْهَى عن الفحشاء والمنكر، وفيها ذِكر الله عز وجل، وذِكر الله أكبر!!


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3887)، ومسلم رقم (162) واللفظ له.

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3207).