×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم قال عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلۡهُدَىٰٓ أي: قد جاءهم من ربهم البيان الواضح لبطلان ما هم عليه، على يد هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، لو كانوا يريدون الهدى فإنه قد جاءهم.

فالواجب عليهم أن يتركوا عبادة هذه الأصنام، ويتركوا هذه المقالات الكاذبة في حق الله سبحانه وتعالى، ويتبعوا الهدى.

لكنهم لم يفعلوا، بل استمروا على طغيانهم ولم يَقبلوا الهدى، فقامت عليهم الحُجة، إلاَّ مَنْ مَنَّ الله عليه بالهداية وقَبِل الهدى، وتَرَك عبادة الأصنام وتَرَك الشرك، ووَحَّد الله سبحانه وتعالى، فهؤلاء انتفعوا بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم، واهتدَوْا بهديه، وأنقذهم الله به من الشرك إلى التوحيد، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور!

لكن الغالبية منهم عاندت وكابرت، فماذا كانت نهايتهم؟ كانت نهايتهم الهزيمة.

حينما فَتَح الله بلده الحرام لرسوله صلى الله عليه وسلم، وحَطَّم هذه الأصنام، ولم تدافع عن نفسها، حَطَّم اللات والعزى ومناة وسائر الأصنام، ولم تدافع عن نفسها، فلو كانت آلهة - كما يزعمون - لدافعت عن نفسها؛ ولهذا قال: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱللَّٰتَ وَٱلۡعُزَّىٰ ١٩ وَمَنَوٰةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ ٢٠ [النجم: 19- 20] وما حصل لها؟

ثم قال عز وجل لما ذَكَر أنهم يتبعون ما تهواه أنفسهم من عبادة هذه الأصنام: ﴿أَمۡ لِلۡإِنسَٰنِ مَا تَمَنَّى [النجم: 24] أي: هل الإنسان يقدر على أن يَحصل على أمنيته من هذه الأصنام أو أن الأمور بيد الله سبحانه وتعالى ؟ لأن الله له ما في السماوات وما في الأرض، فليس للإنسان ما تمنى من عند الله.


الشرح