×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿فَلِلَّهِ ٱلۡأٓخِرَةُ وَٱلۡأُولَىٰ، فلا يأخذ هذا الإنسان إلاَّ ما قَسَم الله له.

وهذه الأصنام لا تعطيه شيئًا مما يتمناه، بل الذي يعطي هو الذي له ما في السماوات وما في الأرض. وما عند الله لا يُنال بمعصيته، وإنما يُنال بطاعته سبحانه وتعالى وبتوحيده.

فبَطَلت بهذا عبادة الأصنام؛ لأنها لا تملك شيئًا لنفسها، فضلاً عن أن تملكه لغيرها، ولا تدفع عن نفسها فكيف تدفع عن غيرها؟!

﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ عِبَادٌ أَمۡثَالُكُمۡۖ [الأعراف: 194]، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ رِزۡقٗا [العنكبوت: 17].

ثم ضَرَب مثلاً بالملائكة، فالملائكة هم أكرم الخلق وأفضل الخلق، وأقوى الخلق، ومع هذا لا يملكون شيئًا إلاَّ ما أعطاهم الله سبحانه وتعالى.

﴿وَكَم مِّن مَّلَكٖ فكثير من الملائكة لا يعلمهم إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ﴿لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡ‍ًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ.

 فالملائكة لا يشفعون لأحد إلاَّ بإذن الله؛ لأن المشركين يزعمون أن الأصنام تشفع لهم، يقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3].

الله أخبر أن الملائكة الكرام الأقوياء لا يشفعون عند الله إلاَّ بإذنه؛ لعظمته سبحانه وتعالى، فالشفاعة مِلك لله، ولا يشفع أحد لا الملائكة ولا غيرهم إلاَّ بعد أن يأذن الله سبحانه وتعالى ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ [البقرة: 255].

وليس كملوك الدنيا، يَشفع عندهم الشفعاء ولو لم يأذنوا، ولو كانوا كارهين. أما الله عز وجل فلعظمته وجلاله، لا أحد يشفع عنده إلاَّ بإذنه.


الشرح