×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وأعجميهم، الله محيط بكل عبد من عباده، لا يخفى عليه شأنه وأموره، مهما كان وأينما كان.

﴿إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ، بخلق أبيكم آدم؛ لَمَّا خَلَّق آدم، عَلِم ذريته وعَلِم أعمالهم وما يكون منهم، لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى.

﴿وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةٞ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡۖ أي: وهو أعلم بكم إذ كنتم في بطون أمهاتكم. فالحَمْل في البطن يكون في ظلمات: ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة. ولا يَعلم ما في البطون إلاَّ الله سبحانه وتعالى. ﴿وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ [لقمان: 34]، ولا أحد يَعلم ما في الأرحام إلاَّ الله عز وجل. ثم أيضًا: هو يعلم ما يكون لهذا الجنين من سعادة أو شقاوة، وأجل ورزق وعمل.

﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ أي: لا تمدحوا أنفسكم بالصلاح؛ فالله يعلم هذا سبحانه وتعالى. ويعلم نيتك أيضًا، هل هي صحيحة أو ليست بصحيحة، أو أن أعمالك رياء، هو يعلم سبحانه وتعالى.

لكن في الآية الأخرى يقول الله عز وجل: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا [الشمس: 9]، أي: زَكَّى نفسه.

فالذي يزكي نفسه في هذه الآية أفلح، بينما الآية التي معنا يقول الله: ﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ فما الجمع بين الآيتين؟

الجواب: الجَمْع أن التزكية مختلفة في الآيتين: التزكية في آية النجم، وفي قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلَا يُظۡلَمُونَ فَتِيلًا [النساء: 49]، المراد بالتزكية هنا: الإعجاب بالعمل، واستكثار العمل، ومدح النفس والغرور. هذا هو المراد بالتزكية هنا.


الشرح