×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

أما المراد بالتزكية في سورة ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا [الشمس: 1]، فالمراد: تزكيتها بالأعمال الصالحة، وتطهيرها من السيئات والأخلاق الذميمة. فالمراد به: تطهير النفس بالأعمال الصالحة.

ثم قال عز وجل: ﴿أَفَرَءَيۡتَ، يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ، أي: قد رأيته. فهو استفهام تقرير. يعني الذي أعرض عن الله سبحانه وتعالى، ولم يَقبل الإسلام حينما دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم.

﴿وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓ [النجم: 34]، عَمِل عملاً قليلاً، ثم امتنع وقطع العمل، عمله قليل، وإلى قطعه.

ذُكِر أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة، فإنه نَذَر أن يتصدق بمال، ثم أخرج بعضه ومَنَع البقية. من الكُدْية، وهي الصخرة الصُّلبة التي تعترض حافة البئر، فلا يستطيع المضي.

وقيل: إنها نزلت فيه لأنه اعترف لما سمع القرآن بأنه كلام الله ومَدَحه، فلما لامه قومه انتكس - والعياذ بالله - وقال: ﴿فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ ٢٤ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ ٢٥ [المدثر: 24- 25]، فهو اعترف في الأول بأحقية القرآن وأنه كلام الله، ثم انتكس وقال: إنه كلام محمد وهو سِحر ([1]).

﴿وَأَعۡطَىٰ قَلِيلٗا وَأَكۡدَىٰٓفهذا فيه النهي عن قطع العمل الصالح، وأن الإنسان يواصل العمل الصالح، ولا يقطعه ويداوم عليه.

﴿أَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡغَيۡبِ فَهُوَ يَرَىٰٓ، علم الغيب لا يعلمه إلاَّ الله، لا أحد يَعلم الغيب إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وهو ما غاب عن الناس. الغيب والشهادة: الشهادة ما يُشاهَد ويراه الناس. والغيب ما غاب عن الناس فلم يروه،


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (27/ 70)، وزاد المسير (8/ 77)، وتفسير القرطبي (17/ 111).