×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 هذا لا يعلمه إلاَّ الله؛ كالأمور المستقبلة، وأمور الآخرة، والأمور الخفية، لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، هذا من صفات الله عز وجل أنه يعلم الغيب..

﴿قُل لَّا يَعۡلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلۡغَيۡبَ إِلَّا ٱللَّهُۚ [النمل: 65]، ﴿عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ فَلَا يُظۡهِرُ عَلَىٰ غَيۡبِهِۦٓ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولٖ فَإِنَّهُۥ يَسۡلُكُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدٗا ٢٧ [الجن: 26- 27]، يُطْلِع الرسل على ما شاء من الغيب لأجل المعجزة ولأجل مصلحة الأمة، فهم لا يَعلمون إلاَّ ما عَلَّمهم الله سبحانه وتعالى.

﴿أَعِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡغَيۡبِ هذا استفهام إنكار، أي: ليس عنده علم الغيب، ﴿فَهُوَ يَرَىٰٓ يرى ما غاب ويَحكم على المستقبل.

﴿أَمۡ لَمۡ يُنَبَّأۡ: يُخْبَر ﴿أَمۡ لَمۡ يُنَبَّأۡ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ٣٦ وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ٣٧ۚ [النجم: 36- 37] بلى قد نُبِّئ. فهو استفهام تقرير. وصحف موسى عليه السلام هي التوراة، فالقرآن جاء بما في صحف موسى وإبراهيم - عليهما الصلاة والسلام - قال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ ١٨ صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ ١٩ [الأعلى: 18- 19]، وقال: ﴿أَوَ لَمۡ تَأۡتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ [طه: 133].

﴿وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓأي: وبما في صحف إبراهيم أبي الأنبياء صلى الله عليه وسلم.

﴿وَفَّىٰٓ يعني: تَمَّم ما أُمِر به صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ﴿وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ [البقرة: 124]، يعني: قدوة.

فهو وَفَّى صلى الله عليه وسلم ما أَمَره الله به، ﴿وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ وهذا ثناء عليه، ثناء على إبراهيم صلى الله عليه وسلم.


الشرح