والذي في صحف إبراهيم
وموسى هو: ﴿أَلَّا تَزِرُ
وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ ٣٨ وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ٣٩ وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ ٤٠ ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ ٤١﴾ [النجم: 38- 41]، هذا هو ما
في صحف إبراهيم وموسى.
﴿أَلَّا تَزِرُ
وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ﴾
[النجم: 38] أنه لا يُؤاخَذ الإنسان بذنب غيره، وإنما يؤاخذ بذنبه هو. وهذا من عدل
الله سبحانه وتعالى، أنه لا يُحَمِّل الإنسان فعل غيره.
وفي
صحف موسى وإبراهيم عليهما السلام: ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ [النجم: 39] ليس لك إلاَّ ما عَمِلتَ، لا ينفعك عمل
غيرك.
فلا
تتكل على عمل غيرك، لا تقل: أنا من أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم ! أنا ابن
فلان التقي العالم الزاهد! آبائي وأجدادي من الصالحين! هذا كله لا ينفعك، ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ
قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ وَلَا تُسَۡٔلُونَ
عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾
[البقرة: 134]، فلا تتكل على عمل غيرك أبدًا، ولو كان أقرب الناس إليك.
ويُخصَّص
هذا العام بما ورد أنه قد ينفع الإنسان ما عمله له غيره، فينفع الإنسانَ الدعاء من
غيره، وينفعه الصدقة من غيره، وينفعه الحج والعمرة من غيره؛ لأن هذه وردت بها
الأدلة. حينما يتمنى على الله الأماني.
وقال
صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِْنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ
إلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ
بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]).
وهذا من عمل الإنسان الذي عمله في حياته، فاستمر أجره له بعد موته؛ من صدقة جارية، وهذه هي الوقف، فإِنَّ نَفْع هذا الوقف يَجري عليه ما دام يُنتفع به.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).