وكذلك
العلم الذي عَلَّمه، يُنتفع به من بعده. وإذا أَلَّف الكتب النافعة فانتفع بها
الناس، فهذا من عمله، ويَجري عليه بعد موته.
والولد
الصالح أيضًا من كسبه، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَوْلاَدَكُمْ
مِنْ كَسْبِكُمْ» ([1]).
فهذه
أعمال عملها في حياته، فجرى ثوابها وأجرها عليه بعد موته، فهي من الآثار التي
يكتبها الله ﴿إِنَّا نَحۡنُ
نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ﴾ [يس: 12]، هذه آثار تَرَكها بعد موته، فهي تجري عليه
بعد وفاته.
﴿وَأَنَّ
سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ﴾
أي: يُكْشَف يوم القيامة عمله خيرًا أو شرًّا، ويُوقَف عليه، ويُعْطَى صحيفته التي
فيها أعماله، إما بيمينه وإما بشِماله.
﴿ثُمَّ
يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ﴾
الخير بخير والشر بشر. و ﴿ٱلۡأَوۡفَىٰ﴾
بأن لا يَنقص من عمله شيئًا، ولا يضاف إليه شيء لم يعمله.
فهذا
فيه الحث على الأعمال الصالحة وإخفائها.
وفيه التحذير من الأعمال السيئة، وأنها تُحْصَى عليه، ﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُشۡفِقِينَ مِمَّا فِيهِ﴾ [الكهف: 49]، أي خائفين مما يشتمل عليه ﴿وَيَقُولُونَ يَٰوَيۡلَتَنَا مَالِ هَٰذَا ٱلۡكِتَٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةٗ وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا﴾ [الكهف: 49].
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3528)، والنسائي رقم (4449)، والترمذي رقم (1358)، وابن ماجه رقم (2290).