﴿وَأَنَّهُۥ
هُوَ رَبُّ ٱلشِّعۡرَىٰ﴾
﴿ٱلشِّعۡرَىٰ﴾ هي: النجم الزاهر الذي يكون خلف الجوزاء. يسميه العامة
المِرْزَم. وهو من النجوم السيارة.
ولماذا
نص عليه مع أنه خَلَق كل الكواكب وكل النجوم؟!
الجواب:
لأن هذا النجم قد عُبِد في الجاهلية، قد عبده بعض القبائل في الجاهلية واتخذوه
ربًّا!! فالله عز وجل يقول: هذا النجم الذي تعبدونه إنما هو مخلوق من مخلوقاتي،
وأنا ربه الذي يملكه ويُصرفه، فكيف تعبدونه من دوني؟! ([1]).
﴿وَأَنَّهُۥٓ
أَهۡلَكَ عَادًا ٱلۡأُولَىٰ ٥٠ وَثَمُودَاْ
فَمَآ أَبۡقَىٰ ٥١﴾
أمتان من الأمم:
«(عاد»:
قوم هود في جنوب شرق الجزيرة.
و«(ثمود»:
قوم صالح، ومسكنهم في الحِجر شمال غرب الجزيرة، قريبًا من تبوك، على طريق الشام،
ولا تَزال مساكنهم باقية منحوتة في الجبال، تسمى «مدائن صالح»، وهي أمة طاغية
عاتية، أرسل الله إليهم رسوله صالحًا عليه السلام، وأعطاه الناقة معجزة وعلامة على
صدقه، وجَعلت تشرب ماء البئر وتسقيهم اللبن بدله، وفي يوم يكون الماء لهم، يوم لها
ويوم لهم، ﴿لَّهَا شِرۡبٞ
وَلَكُمۡ شِرۡبُ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ﴾
[الشعراء: 155].
ولكنهم
لما نهاهم صالح عليه السلام أن يعقروها وأن يؤذوها، عَتَوْا عن أمر ربهم وعقروا
الناقة! فعند ذلك أهلكهم الله سبحانه وتعالى، بأن أرسل عليهم صيحة واحدة، أي:
صاعقة، قَطَّعت قلوبهم في أجوافهم، فماتوا عن آخرهم في لحظة واحدة ﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا
عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ﴾ [القمر: 31].
هذه هي ثمود، وهي عاد الثانية.
([1]) انظر: تفسير الطبري (27/ 76)، وزاد المسير (8/ 84)، وتفسير القرطبي (17/ 119).