×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

أما عاد الأولى فهم قوم هود، وكانوا يسكنون في جنوب شرق الجزيرة، في إرم ذات العماد، التي لم يُخْلَق مثلها في البلاد، وأعطاهم الله قوة الأجسام وكِبَر الأجسام.

فدعاهم نبي الله هود عليه السلام إلى أن يعبدوا الله وحده لا شريك له، ويتركوا عبادة الأصنام، لكنهم عَتَوْا وعَصَوْا وتمردوا، فأرسل الله عليهم الريح العقيم، قال تعالى: ﴿وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ ٤١ مَا تَذَرُ مِن شَيۡءٍ أَتَتۡ عَلَيۡهِ إِلَّا جَعَلَتۡهُ كَٱلرَّمِيمِ ٤٢ [الذاريات: 41- 42].

﴿وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ [النجم: 52] من قبل عاد وثمود، قوم نوح الذين صَوَّروا صور الصالحين بإيحاء من الشيطان، لما ماتوا صوروا صورهم للذكريات - كما يقال: صور تذكارية - فنصبوها على مجالسهم، وفي النهاية جاءهم الشيطان فزَيَّن لهم عبادتها، فعبدوها من دون الله. وهو أول شرك حدث في الأرض بعد آدم عليه السلام.

فأرسل الله إليهم نبيه نوحًا صلى الله عليه وسلم أول الرسل، دعاهم إلى الله.

ولَبِث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عامًا، يدعوهم إلى الله، إلى أن قال الله: ﴿وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ [هود: 36].

ثم أَمَره الله بصناعة الفلك، صناعة السفينة. ولما حان الموعد، فَجَّر الله عليهم الأرض عيونًا، وأمطر السماء بماء منهمر، فتلاقى الماء من السماء ومن الأرض، وغطى الجبال، فأهلكهم الله عن آخرهم بالغرق والطوفان، ونجى الله نوحًا ومن معه في السفينة. هذه عاقبتهم، كانوا خارجين عن طاعة الله عز وجل.


الشرح