ليست نفقتها عليكم ولا
عليَّ، هي التي تعلفكم، تسقيكم اللبن، ﴿وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٖ فَيَأۡخُذَكُمۡ عَذَابٌ
أَلِيمٞ﴾ [الأعراف: 73].
وقال
تعالى: ﴿إِنَّا
مُرۡسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتۡنَةٗ لَّهُمۡ﴾،
أي: اختبارًا لهم، هل يؤمنون أم لا يؤمنون؟ هل يشكرون؟
﴿فَٱرۡتَقِبۡهُمۡ﴾، فانظر ماذا يفعلون؟ ﴿وَٱصۡطَبِرۡ﴾ اصبر ولا تستعجل على ما يصدر منهم من عناد واستكبار.
﴿وَنَبِّئۡهُمۡ
أَنَّ ٱلۡمَآءَ قِسۡمَةُۢ بَيۡنَهُمۡۖ﴾،
كانوا يَرِدون على بئر عذبة، يقال لها: «بئر الناقة»، ويستقون منها، فكانت البئر
لا تكفيهم هم والناقة، لأن الناقة تحتاج إلى ماء كثير، بحيث تشرب ماء البئر كله،
فالله عز وجل جعل ماء البئر قسمة بينهم وبين الناقة، يوم لهم يستقون، ويوم للناقة.
وعَوَّضهم الله عن الماء بالحليب.
﴿كُلُّ شِرۡبٖ
مُّحۡتَضَرٞ﴾، أي: كُلُّ قِسم في يومه،
فإن أهله يحضرون، فيومَ الناقة تحضر الناقة، ويومَ الأمة تحضر الأمة وتشرب من
البئر. أو مختصر يعني: ممنوع، فالناقة لا تشرب من يومهم، وهم لا يشربون من يوم
الناقة.
فكفروا
نعمة الله عز وجل، وكفروا بآياته ورسوله ([1]).
﴿فَنَادَوۡاْ صَاحِبَهُمۡ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ﴾واحدًا منهم اسمه «قُدَار بن سالف»، وكان جبارًا عنيدًا. فنادوه، دَعَوْه لعَقْر الناقة، تجرأ هذا الرجل الظالم فعقر الناقة. ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا﴾ [الشمس: 14]، أي: عَقَرها هذا الرجل. ونُسِب العَقْر إليهم جميعًا لأنهم تمالئوا معه، فكانوا كلهم عقروها، المباشر والمتسبب والمتمالئ حكمهم سواء.
([1]) انظر: تفسير الطبري (27/ 102)، وزاد المسير (8/ 97)، وتفسير القرطبي (17/ 141).