×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿فَتَعَاطَىٰ أي: اتخذ جميع الأسباب لعَقْر الناقة، ﴿فَعَقَرَ، ضَرَبها بالحربة فعَقَرها وقَتَلها.

قال الله عز وجل: ﴿فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ، شدة وبطشًا.

﴿إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗصاعقة، بأن صاح بهم جبريل عليه السلام صيحة واحدة، فتقطعت قلوبهم في أجوافهم، وماتوا عن آخرهم، ﴿فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ، «الهشيم»: هو النبات اليابس المتفتت. أي: صاروا كالهشيم اليابس من الشجر. و﴿ٱلۡمُحۡتَظِرِ: هو الذي يَعمل الحظيرة لدوابه.

فهذه الأمة صارت مثل الهشيم اليابس المتفتت الذي يُجعل حظيرة للدواب، وذهبت قوتهم التي كانوا يعتزون بها ([1]).

وكانوا مترفين يبنون القصور في الوادي، وينحتون من الجبال بيوتًا. ولا تزال مساكنهم إلى الآن في الجبال؛ عبرة وعظة لمن يعتبر ويأتي بعدهم.

﴿وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖكَرَّر هذه الآية العظيمة تنويهًا بهذا القرآن العظيم، الذي اشتمل على: أخبار الأمم الماضية، والأمور المستقبلة، والأحكام، والأمثال، والعظات. فهذا قرآن عظيم، من لدن حكيم خبير، سبحانه وتعالى.

ثم قال عز وجل: ﴿كَذَّبَتۡ قَوۡمُ لُوطِۢ بِٱلنُّذُرِ، وكانوا في سَدوم، شمالي الحِجر. وكانوا على شرك بالله عز وجل، ومع الشرك كانوا يعملون فاحشة ما سبقهم بها من أحد من العالمين، حيث ارتكبوا فاحشة لم تعملها أمة من الأمم قبلهم، وهي إتيان الذكور بدلاً من الإناث التي خلقها الله أزواجًا لهم لإعفافهم ولأجل النسل والذرية، فهم كفروا بنعمة الله، واستبدلوها بالخبيث، استبدلوا الخبيث بالطيب.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (27/ 102)، وتفسير القرطبي (17/ 142)، وتفسير ابن كثير (4/ 266).