×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ، ليست جنة واحدة، بل جنات كثيرة، لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وكُلٌّ له منزله ومكانه، لا يزدحمون، ولا يتخاصمون ولا يتجادلون، وكُلٌّ يرضى بما هو فيه؛ لأنه يُحس أن ما هو فيه هو أكثر النعيم، ما أحد يُغْبَن في الجنة.

كل واحد يرى أنه هو أحسن أهل الجنة منزلة، مطمئن، ولا يوجد حسد ولا شحناء، ولا أحقاد!! إخوان على سرر متقابلين: ﴿وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ [الحجر: 47].

﴿وَنَهَرٖ، أنهار تجري من تحت الجنات، يشربون منها وينظرون إليها، فيجتمع لهم جنات وأنهار، هذا منتهى السرور والغبطة والراحة.

﴿فِي مَقۡعَدِ صِدۡقٍ، وهو مقعدهم عند الله عز وجل، وبجوار الله سبحانه وتعالى، وكرامة الله.

﴿مَلِيكٖ: مالك لكل شيء، لا يعجزه شيء، فما طلبوا أعطاهم إياه، وزادهم ما لم يطلبوه؛ لأنه لا يعجزه شيء، وهو جَوَاد كريم سبحانه وتعالى، قادر على كل شيء، كل ما أرادوا وتَمَنَّوْا وما لم يتمنَّوْا، فإنه موجود وبسهولة، ما يَحتاج إلى كلفة وتعب ومشقة.

بل إن الله عز وجل يتجلى لهم ويرونه عِيانًا بأبصارهم، فلا يجدون لذة ألذ من رؤية الله سبحانه وتعالى، يَنْسَون نعيم الجنات إذا رأوا الله عز وجل !!

قال سبحانه وتعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ [يونس: 26]، الزيادة هي النظر إلى وجه الله ([1])، ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ ٢٣ [القيامة: 22- 23]، ﴿نَّاضِرَةٌ - بالضاد - وهي النَّضْرة وهي الحُسْن. ﴿نَّاضِرَةٌ -بالظاء-، أي: تنظره


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (11/ 104)، وتفسير القرطبي (8/ 330)، وتفسير ابن كثير (2/ 415).