×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 بأبصارها وتراه بأبصارها رؤية عِيان، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا» ([1]).

كُلٌّ يراه بدون تزاحم وبدون ضرر، فيتجلى لهم سبحانه وتعالى علانية، ويرونه سبحانه وتعالى بأبصارهم؛ حتى تقر أعينهم برؤيته، ولا يجدون نعيمًا ألذ من النظر إلى وجه الله!

قال سبحانه وتعالى: ﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ [ق: 35]، «المزيد» هو النظر، مثل آية يونس عليه السلام: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ [يونس: 26]، وهذه آية ﴿قٓۚ: ﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ [ق: 35]، وهو النظر إلى وجه الله، كما ثَبَت ذلك في صحيح الإمام مسلم رحمه الله ([2]).

هذا نتيجة الإيمان، والعمل الصالح، واتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي يدعو إلى الجنة، ويدعو إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، فمَن اتبعه حاز على هذه الكرامة وهذه النعمة والمنزلة العظيمة في الدار الآخرة.

ثم إن نعيم الجنة لا نفاد له، ولا موت ولا مرض، ولا هَمَّ ولا حزن، ولا تباغض أو شحناء، فهو نعيم صافٍ، ليس فيه ما يكدره.

وأيضًا: دائم لا ينقطع ﴿وَمَا هُم مِّنۡهَا بِمُخۡرَجِينَ [الحجر: 48]. ما يخافون أنهم يطلعون من الجنة أو يخرجون منها، أو أن أحدًا يتغلب عليهم، مثل ما هم في الدنيا، كُلٌّ يخاف على ما عنده أنه يؤخذ ويُسرق، يَتغلب عليه جبار أو ظالم! أما أهل الجنة فلا، ما يخافون ﴿لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (554)، ومسلم رقم (633).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (181).