×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم أخبر الله عز وجل أنه ينتظرهم نقمة أشد من يوم بدر، فقال: ﴿بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوۡعِدُهُمۡ وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ، حينما تقوم الساعة، وهو موعد لا يتخلف أبدًا، ولا يفلتون منه أبدًا، ﴿أ أَدۡهَىٰ: أكبر مما أصابهم في الدنيا من الهزيمة والعار، ﴿وَأَمَرُّ يعني: أشد عذابًا، وأشد مرارة مما ذاقوا في الدنيا.

فالله هددهم بأمرين: أَمْر في الدنيا، وقد وقع. وأَمْر ينتظرهم في الآخرة، لا محيد لهم عنه ([1]).

ثم أخبر عن حالهم فقال: ﴿إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ، أي: كثيري الإجرام بالكفر والشرك، والظلم والعدوان على الناس، وتَعَدِّي حدود الله سبحانه وتعالى وانتهاك محارم الله، هؤلاء هم المجرمون، ﴿فِي ضَلَٰلٖ، والضلال ضد الهدى.

فهم في الدنيا في ضلال؛ لأنهم عَصَوْا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَن عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ضال، قال الله عز وجل: ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ [يونس: 32].

وهم يزعمون أنهم في تقدم ورقي وحضارة وثروة، ويظنون أنهم على حق، يغترون باستدراج الله لهم! وهم في ضلال يسيرون.

﴿وَسُعُرٖقيل: سُعُر في الدنيا، وهو ما ينتابهم من الأفكار الباطلة والخواطر السيئة، وأنهم لا يَقَر لهم قرار؛ لأنهم ليسوا على هدى، الكافر قلق، تجده يُظْهِر لك أنه مرتاح، وهو قلق في نفسه، تتناوبه الأفكار المزعجة لأنه ليس على هدى، وإن بدا لك أنه في راحة وفي رفاهية، فهو في قلبه في قلق واضطراب. خلاف المؤمن، فإنه في قلبه الاطمئنان والراحة والصبر والثبات.


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (27/ 109)، وتفسير القرطبي (17/ 146)، وتفسير ابن كثير (4/ 267).